بلا أجنحة بقلم هلا إسماعيل
ين عشق الأنثى وعشق الوطن علاقة لا يعرف سّرها إلّا من فقد الإثنين معاً، إن الوطن في رواية «بلا أجنحة» للكاتبة السورية هلا إسماعيل يتعدى أن يكون مصدراً للإلهام، ومساحة للبوح، وفضاءً لتجلي الحبيب الغائب، إلى أن يغدو لبنة أساسية في تشكيل النص؛ ولهذا كان النضال من أجل الحبّ، والوطن وجهين من أوجه انتزاع المعنى الذي لا يتحقق إلا بوعي قيمة الحياة ذاتها، ففي النص ذلك الشيء الذي تحسه نابعاً من الأرض، وأبطاله معجونون بطينتها، فقاموس الكتابة عند هلا إسماعيل يتسع لكل مستويات الحكي، أخبار وفواجع معاصرة تنبجس في النص لتحيا حياة أخرى، هي حياة ما بعد الغياب، أو ما بعد الفراغ، هنا تصبح الذات محتشدة بالفراغ ، الفراغ من عناقيد التوق، وأسباب الحياة، وامتلاؤها بالضد من كل ذلك، بالحزن، والفقد، والخسارة، من العمر والحبّ والوطن والأصدقاء. من أجواء الرواية نقرأ: "... لو تعلم يا مصطفى كم أشتهي مفارقة أخيرة تحملني إليك.. لكنني كنتُ كل هذا الوقت في هواك، فراشةً ضعيفةً عاجزة عن التحليق، تائهةً بلا أجنحة.. مزّقتْ شرنقتها وزحفت خلف سطوعك مسحورةً بالنور.. ففاتها أن فراش الفانوس ما لم يحترق، يصابُ بالعمى!!
لا توجد أسئلة بعد